کد مطلب:240927 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:114

انما تحد الأدوات أنفسها
من خطبة الإمام الرضا علیه السلام رواها الصدوق فی التوحید تكلمنا عنها عند نبذة منها: «ابتداؤه إیاهم دلیل علی أن لاابتداء له»، إلی فقرة «شاهدة بغرائزها أن لاغریزة لمغرزها». [1] و إلیك من موضع القطع:

«دالة بتفاوتها أن لاتفاوت لمفاوتها مخبرة بتوقیتها أن لاوقت لموقتها، حجب بعضها عن بعض لیعلم أن لاحجاب بینه و بینها غیرها، له معنی الربوبیة إذ لامربوب، و حقیقة الإلهیة إذلا مألوه، و منی العالم و لامعلوم، و معنی الخالق ولا مخلوق، و تأویل السمع ولامسموع لیس منذ خلق استحق معنی الخالق، و لابإحداثه البرایا استفاد معنی البارئیة، كیف و لاتغیبه مذ و لاتدنیه قد، و لاتحجبه لعل، و لاتوقته متی، و لاتشمله حین، و لاتقارنه مع، إنما تحد الأدوات أنفسها، و تشیر الآلة إلی نظائرها...» [2] .

قال المعلق علی «دالة بتفاوتها أن لاتفاوت لمفاوتها»: إثبات التفاوت هنا لاینافی قوله تعالی، «ما تری فی خلق الرحمن من تفوت». [3] لأن ما فی الآیة بمعنی عدم التناسب [4] .

یرید إتقان الصنع، و جمال النظم. و حاصل معانی الكلمات المذكورة فی هذه الخطبة أه لاتجری علیه صفات المخلوقین، و إلا لما كان خالقا، و قد قال أمیرالمؤمنین علیه السلام: «الحمد لله العلی عن شبه المخلوقین»، [5] و حكایة عن الملائكة: «و لایجرون علیه صفات المصنوعین»، [6] و فی الكلام الرضوی المبحوث: «فكل ما فی الخلق لایوجد فی خالقه».

و من الواضح أن الوقت و الحجاب و الغیبة و الترقب و التوقیت و الاشتمال



[ صفحه 161]



و التفاوت و التریب التی دلت علیها كلمةالوقت، والحجب و مذ، و قد، و لعل، و متی، و حین، و مع، كلها ثابتة فی المخلوق الفاقد الفقیر و تعالی الله عن الفقد و النقص و الفقر و كیف و هو الغنی المتعال ألمبرأ عن ذلك كله و له الكمال المطلق لایشذ منه شی ء.

قال المعتزلی عند الكلام العلوی الذی هو عین الرضوی: ثم قال - علیه السلام -: «و إنما تحد الأدوات أنفسها و تشیر الآلات [7] إلی نظائرها»، [8] هذا یؤكد التفسیر الثانی، [9] و ذلك لأن الأدوات كالجوارح إنما تحد و تقدر ما كان مثلها من ذوات المقادیر، و كذلك إنما تشیر الآلات - و هی الحواس - إلی ما كان نظیرا لها فی الجسمیة و لوازمها، و الباری لیس بذی مقدار و لاجسم و لاحال فی جسم [10] .



[ صفحه 162]




[1] حرف الشين مع الألف.

[2] التوحيد 39 - 38.

[3] الملك: 3.

[4] هامش التوحيد 38.

[5] النهج 62:11، الخطبة 206.

[6] النهج 91:1، الخطبة 1.

[7] المذكور في الرضوي «تشير الآلة».

[8] النهج 73:13، الخطبة 232.

[9] أي قوله عليه السلام: «و تشير الآلات إلي نظائرها يؤكد «إنما تحد الأدوات أنفسها» و يراد من الثاني الآخر و يحتمل غير ذلك.

[10] شرح النهج 75:13، و انظر هامش التوحيد 39.